منتديات هاني السعيدات

اهلا وسهلا بزوارنا الكرام ((( هاني السعيدات يرحب بكم ))) في هذا المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات هاني السعيدات

اهلا وسهلا بزوارنا الكرام ((( هاني السعيدات يرحب بكم ))) في هذا المنتدى

منتديات هاني السعيدات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هاني السعيدات


    حهاد ابناء قبيلة بلي مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    avatar
    هاني السعيدات


    عدد المساهمات : 6
    تاريخ التسجيل : 27/09/2011

    حهاد ابناء قبيلة بلي مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم Empty حهاد ابناء قبيلة بلي مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    مُساهمة  هاني السعيدات الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 6:20 am

    [عدل] جهاد أبناء قبيلة بلي مع المصطفى صلى الله علية وسلم
    غزوة بدر الكبرى (17 رمضان 2 هـ / 623 م)
    بعد أن سجل أبناء هذه القبيلة السبق إلى الإسلام منذ أن كان مضطهداً في مكة المكرمة نجدهم يبرهنون على صدق ايمانهم في الدفاع عن الدولة الإسلامية الناشئه في المدينة المنوره، واضاف إلى سجل امجادهم صفحات مضيئة من خلال تسابقهم في طلب الشهادة من أجل إعلاء كلمه لا اله الا الله وان محمد رسول الله، وهذا يتضح من خلال المواقف البطولية التي سجلها أبناء هذه القبيله منذ غزوة بدر الكبرى، التي اعطت لمن شارك فيه
    ا فضيلة لا تبارى لأنها اللقاء الأول الفاصل ما بين الكفر والايمان، وسنعيش خلال الصفحات التالية مع صور من البطولة والتضحية لأبناء هذه القبيلة من أجل العقيدة ونصرة الإسلام. وتطالعنا الصورة الأولى لمواقف أبناء هذه القبيلة عندما يتبارون في التسابق للانضمام إلى جيش الرسول صلى الله عليه وسلم المتوجه إلى بدر ،فهاهو الصحابي أبو أمامة ،إياس بن ثعلبة البلوي يختلف مع خاله الصحابي أبو بردة بن نيار البلوي، حول الخروج إلى بدر، وكانت أم أبو أمامه مريضة وتحتاج إلى رعاية، فقال الخال لابن أخته أبو أمامه بأن يقيم مع أمه ولا يخرج مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، إلى بدر، فرد ابن الأخت المتشوق إلى لقاء الأعداء بل أنت ياخال تبقى مع أختك، وعندما إشتد الجدل بين الرجلين رفع الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر أبا أمامة بالمقام مع
    أمه، وخرج أبو بردة، وعندما رجع المصطفىصلى الله عليه وسلم وجد أم أبو أمامة قد توفية فصلى عليها. اجل انها صورة رائعه ان يتسابق الاقارب في الخير وطلب الدرجات العلى عند رب العالمين وفي ذلك فليتسابق المتسابقون. اما سواد بن غزية البلوي الانصاري فيقدم لنا صورة مفعمة بالحب لقائده المصطفى صلى الله عليه وسلم وتفصيل الامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قبيل الاشتباك مع كفار قريش في بدر أخذ يعدل الصفوف وفي يده قدح أو عود فمر بسواد بن غزيه البلوي فطعنة في بطنه، فقال : اوجعتني فاقدني، فكشف المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بطنه فاعتنقه سواد وقبل بطنه، فدعا له صلى الله عليه وسلم بخير. ويقدم لنا ابن سعد روايه أكثر تفصيلاً من الروايه السابقه حيث يقول : وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي طعنه النبي صلى الله عليه وسلم بعود أو سواك في بطنه فماد في بطنه فأثر في بطنه فقال :القصاص يا رسول الله، قال رسول الله : القصاص ،وكشف له عن بطنه، فقالت الأنصار: ياسواد رسول الله ،فقال : ما لبشر أحد على بشري من فضل، قال : وكشف له عن بطنه فقبله وقال اتركها لتشفع لي بها يوم القيامه. لقد ابلى سواد بلاءً حسناً في بدر وهو الذي أسر خالد أبن هشام المخزومي يوم بدر، وقد أستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر كما جاء في رواية ابي سعيد وابي هريره. وكان للصحابي الجليل المجذر بن عمروبن أخزم البلوي موقف بطولي في غزوة بدر، فقد تمكن المجذر الإحاطه بأبي البختري بن هشام، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتله لمواقفه المشرفه من النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة، ولكنه قتل على يد المجذر، فقد لقيه المجذر في المعركة وأصبح تحت رحمة سيفة، وقال له : يا أبا البختري ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نها نا عن قتلك ،فاستأسر وكان مع أبي البختري زميل له يقاتلان سوياً ،فقال : وزميلي :فأبلغه المجذر ألامر صادر بشأنه فقط، أما زميله فلا يمكن تركه بتاتاً فرفض أبو البختري الحياه ،وقال :إذن لأموتن أنا وهو جميعاً ثم اندفع يقاتل وهو يقول : لن يسلم ابن حرة زميله حتىيموت أو يرى سبيله فاضطر المجذر إلى مقاتلته فلا يزال يحاول حتى قتله. ومن الجدير بالملاحظة أن أخو المجذر عبد الله، وابن عمهما عبادة بن الخشاش بن عمرو بن زمزمة البلوي قد شهدوا جميعاً بدر. ومن الصحابة من قبيلة بلي الذين شهدوا غزوة بدر الكبرى عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة ،أبو عقيل البلوي ،الذي كان اسمه في الجاهليه عبد العزي فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الاوثان. ومنهم عبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن الجد البلوي الأنصاري ،الذي كان بطل من الأبطال المشهود لهم بالشجاعه وفي الوقت نفسه كان يعتز بقبيلته وبشجاعته في أشعاره ،فكان يقول : أنا الذي يقال أصلي من بلي أطعن بالصعدة حتى تنثني ومنهم ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن الجد البلوي وابن عمه زيد بن أسلم بن ثعلبة البلوي وعبد الله بن طارق بن عمرو بن مالك البلوي وكعب بن عجزة بن أمية بن عدي البلوي والنعمان ابن عصرالبلوي وعبدالله بن عامر البلوي وعامر بن سلمة بن عامر بن عبد الله البلوي والنعمان بن عمرو بن عبيد بن وائلة البلوي وعبدة بن متعب بن الجد بن عجلان البلوي ومتعب بن عبيد ويقال عبدة بن إياس البلوي حليف بني ظفر من الأنصار وعبيد بن أبي عبيد البلوي ومرة بن الحباب بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي ورافع بن عنجدة البلوي وبحاث بن ثعلبة البلوي, وأخوه عبد الله وربعي بن رافع بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان البلوي ومعن بن عدي البلوي ومالك بن التيهان أبو الهيثم البلوي. أما الصحابي عاصم بن عدي البلوي فقد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمة مرفوظهر فرده النبي صلى الله عليه وسلم من الروحاء واستخلفه على أهل العالية وأهل قباء لشيء بلغه عنهم, وضرب له بسسهمه وأجره, فاتفقوأعلى ذكره في البدريين وأنيف بن جشم ابن عوذ الله بن تاج البلوي. إن هذا العدد الضخم من أبناء قبيلة بلي المشاركين في غزوة بدر الذي يقارب الثلاثين من جيش تعداده 313 جندي – أي يقارب 10% - يدل على ثقل حجم هذه القبيلة في المدينة المنورة, ومكانة أفرادها في دولة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو رقم يحتاج لمزيد من التأمل والتحليل لتسليط الضوء على التركيبة الاجتماعية لسكان المدينة المنورة, ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي الأسباب التي حدت بهذا العدد الضخم من قبيلة بلي ترك القبيلة الأم والاستقرار في المدينة المنورة ؟ إن المصادر لا تسعفنا للإجابة عن هذا السؤال, ولكن الذي يفهم من المصادر هو أن عوامل تتعلق بنزاعات قبيلة فضلاً عن عوامل سياسية واقتصادية دفعت قسماً من أبناء هذه القبيلة للاستقرار في المدينة المنورة.
    كتبه ونقله على الشبكة العنكبويتة / موسى بن ربيع البلوي –
    [عدل] غزوة أحد (15 شوال 3هـ/ 624م)
    إن مشاركة أبناء قبيلة بلي في غزوة بدر كانت كبيرة من الناحية العددية فضلاًعن بطولاتهم وتضحياتهم المباركة فإنه لم يسقط منهم شهداء,ولم تقل مشاركتهم في غزوة أحد عن مشاركتهم في بدر الكبرى إلا أن الذي يميز أحداًأن هذا الجبل المبارك قد درجت على صخوره دماء أبناء هه القبيلة فكان لك شهادة صادقة على إخلاصها وتفانيها في خدمة دينها, كما أننا نسجل بكل تقدير وإعجاب ثبات أبناء هذه القبيلة على الإيمان إذ لم يسجل التاريخ حالة نفاق واحدة من أبناء هذه القبيلة فضلاًعن أنها لم ترتد عندما ارتدت معظم القبائل. لقد كانت غزوة أحد غزوة ثأرية عنيفة كانت قريش تسعى بكل طاقاتها استعادة هيبتها التي أهدرت في غزوة بدر الكبرى, وكانت الجاهلية بكل غطرستها قد حشدت كل ما تقدر عليها من أجل الثأر لقتلاها في بدر, وفي الوقت نفسه كان المسلمون يدافعون عن نبيهم وعن دينهم بكل ما أوتوا من قوة, لذا تعد غزوة أحد من أعنف المعارك التي خاضها الجيش الإسلامي في تاريخه المبكر. لقد تمكن القرشيون في مرحلة من مراحل القتال من استغلال مخالفة الرماة لأوامر القائد المصطفى صلى الله عليه وسلم ونزلوا عن الجبل الذي يحمي ظهور الجيش الإسلامي, فالتف خالد ابن الوليد مع فرسانه على الجيش الإسلامي ليغير مجرى المعركة لصالح المشركين, وأصبح وضع المسلمين في غاية الحرج, بعدما استحر بهم القتل, فانفرط عقد الجيش الإسلامي، خصوصاً عندما سرت شائعة بين الجيش الإسلامي بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل ،فتخاذل بعض المسلمين عن القتال جزعاً،وانهارت معنويات البعض الآخر. وفي هذا الوضع العسكري المنهار والروح المعنوية المدمرة هب الصحابي ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم البلوي ،حليف
    الأنصار يصيح بأعلى صوته في قومه الأنصار يحرضهم على مواصلة القتال وعدم الاستسلام لليأس ،وكان يقول :"يامعشر الأنصار إلي إلي أنا ثابت بن الدحداحة، إن كان محمد قتل فإن الله حي لايموت ،فقاتلواعن دينكم ،فإن الله مظهركم وناصركم ". فأيقضت هذه الكلمات الواثقة من نصر الله المسلمين فنهض إليه نفر من الأنصار، فحمل بهم على كتيبة فرسان المشركين التي فيها خيرة شبابهم فيها خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة بن أبي جهل، وضرار بن الخطاب، ولكن القوة لم تكن متكافئه لا بل ليس هنا وجه مقارنه لا من حيث العدد ولا من حيث العده، فكان جميع الصحابه مع ابن الدحداح البلوي مشاة، وكان المشركون فرساناً، فكانت النتيجه الحتميه استشهاد جميع أصحاب ابن الدحداحأما هو فهناك من يقول بأن خالد بن الوليد قتله برمح وهناك من يقول وعلى رأسهم الواقدي، بأنه جرح ثم برأ من جراحاته تلك، ومات على فراشه من جرح كان قد أصابه ثم انتقض به فرجع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبه سنه 6ه /627م وقد تبع النبي صلى الله عليه وسلم جنازته حتى فرغ من دفنه. لقد كان أبو الدحداح البلوي من الذين يسارعون إلى الخيرات، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنه، ومن نماذج بذله في سبيل الله مارواه ابن شهاب من أن يتيماً خاصم أبا لبابه في نخله فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لابي لبابه، فبكى الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي لبابه : أعطه نخلتك، فقال : لا، فقال : أعطه إياها ولك بها عذاق في الجنه، فقال : لا. فسمع بذلك أبو الدحداح، فقال لأبي لبابه : أتبيع عذقك ذلك بحديقتي هذة ؟ قال : نعم، فجاء أبو الدحداح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله، النخله التي سألت لليتيم إن أعطيته إياها ألي بها عذق في الجنه ؟ قال نعم. ثم قتل أبو الدحداح شهيداً من إثر جرح جرح به في أحد فقال صلى الله عليه وسلم Sadرب عذق مذلل لأبي الحداحة في الجنة). لقد عرف هذا الصحابي بالبذل والسخاء والإستجابه لأوامر ربه دون تلكؤ أو تباطؤ، فلما نزلت الآيه القرآنيه الكريمه Sad(من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسنا)) كان أبو الدحداح نازل في حائط له هو واهله فجاء إلى امرأته ،فقال:اخرجي ياأم الدحداح فقد أقرضته الله عز وجل ،فتصدق بحائطه على الفقراء والمساكين. ولم يكن أبو الدحداح الوحيد الذي أبلى بلاء حسناً في غزوة أحد ،فمن الذين سقطوا شهداء في هذه الغزوة الصحابي المحدر بن ذياد البلوي، الذي قتل غيلة فأخبر الوحي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقاتله، فقتله المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمجذر، وتفصيل ذلك أن المجذر كان قد قتل سويد بن الصامت في الجاهلية، فهيج قتله وقعة بعاث، ثم أسلم المجذر، وأسلم كذلك الحارث بن سويد بن الصامت، وكان الحارث بن سويد يطلب غرة المجذر ليقتله بأبيه، فشهدا جميعاً أحد، فلما اضطرب معسكر المسلمين بعد نزول الرماة، انتهز الحارث بن سويد وجاء المجذر من الخلف فضرب عنقه وقتله غيلة، فأتى جبريل ()رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بأن الحارث بن سويد قتل المجذر غيلة، وأمره أن يقتله به، فقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن سويد بالمجذر بن زياد، وكان الذي ضرب عنقه بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عويم بن سعادة على باب مسجد قباء. هذا وقد دفن المجذر بن ذياد البلوي، والنعماء بن مالك، وعبدة بن الخشخاش البلوي في قبر واحد. ومن شهاء بلي في غزوة حد الذين سقطوا وهم يذبون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي عبد الله بن سلمه بن مالك بن الحارث بن عدي البلوي، أبو محمد الذي آمن برسالة الإسلام منذ فترة مبكرة، وتشرف بالمشاركة في غزوة بدر الكبرى، وقد كان شجاعاً مقداماً، سقط شهيدا مقبلاً غير مدبر. وعندما نقل الخبر لأمه أنيسه بنت عدي الأنصارية البلوية احتسبته عند الله، ولكن عاطفة الأمومة قد دفعتها إلى الاستئذان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقل جثته من موقع المعركة في أحد إلى المدينة المنورة لتأنس به، فأستجاب الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الموقف العاطفي فأذن لها فنقلته إلى المدينة على ما رواه أصحاب السير، فعدلته بالشهيد المجذر بن ذياد، على ناضح (بعير) في عباءة، فمرت بهما فعجب لهما الناس، وكان عبد الله ثقيلاً جسيماً، وكان المجذر قليل اللحم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم سوى ما بينهما عملهما. وقد ذكر ابن سعد أن الذي قتل عبد الله بن سلمه يوم أحد في شوال، عبد الله بن الزبعري. ومن الذين درجوا بدمائهم سفوح أحد أيضاً الصحابي عبيد بن التيهان البلوي، قتله عكرمه بن أبي جهل. وممن شهد أحد من أبناء قبيله بلي أيضاً.... الصحابي عبيد بن أبي عبيد البلوي ورافع بن عنجدة البلوي وبحاث بن ثعلبة البلوي وأخوه عبد الله ومالك بن التيهان أبو الهيثم البلوي ومرة بن الحباب بن عدي البلوي ومعن بن عدي البلوي وعبدة بن مغيث بن الجد البلوي وأبنه شريك بن عبدة وربعي بن رافع بن الحارث البلوي وأبو بردة بن نيار وكان فرسه أحد فرسين في أحد فرس لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرى لابي بردة وزيد بن أسلم وهو أبن عم الصحابي زيد أبن ثابت بن أقرم ونعمان بن عصر ومتعب بن عبيد البلوي وسواد بن غزية البلوي والصحابي معن بن عدي بن الجد بن العجلان البلوي وعبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة أبو عقيل البلوي وعبد الله بن طارق البلوي وغيرهم. وهكذا نرى مرة آخرى كثافة مشاركة أبناء هذه القبيلة في غزوة أحد قفد بلغ عدد المشاركين فيها ما يقارب الثلاثين ،سقط منهم سبعة شهداء أي 10% من اجمالي عدد شهداء أحد وهي شهادة أخرى على بلاء هذه القبيلة في خدمة الإسلام ،وكأن الفرع الذي سكن المدينة المنورة أراد أن يكفر عن خطيئة القبيلة الأم في الشمال التي تأخر إسلامها إلى السنه التاسعه من الهجره.
    [عدل] شهداء بلي في بعث الرجيع (صفر 4هـ /625م)
    لقد كان لغزوة أحد وقع كبير في الجزيره العربيه، خصوصاً ان قريش بواسطة وسائل إعلامها (الشعراء) صحافة ذلك العصر صوروا بأنهم حققوا نصراً مؤزراً على المسلمين وانهم ثأروا لقتلاهم في بدر ،وبدا للقبائل العربيه بأن قريش ما زالت هي سيدة قلب الجزيره العربيه، فأخذت بعض القبائل تحاول النيل من المسلمين ارضاء لقريش من جانب، ومن اجل الكلمة مرفوظهب المادي من الجانب الأخر، لأن قريش أعلنت جوائز موجزيه لكل من يمكنها من المسلمين الذين قتلوا سادتهم في بدر. ومن هذه المنطلقات قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من عضل والقاره فقالوا :يارسول الله أن فينا إسلاماً فابعث معنا نفراً من اصحابك، يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام. فختار رسول اللهصلى الله عليه وسلم سته من خيرة اصحابه لهذه المهمه الساميه ،وهذا الاختيار هو شهادة لهؤلاء النفر بانهم من افقه واعلم الصحابه وإلا لما انتدبهم لمهمة الوعظ والتدريس، فاختار مرثد بن أبي مرثد الغنوي أميراً للقوم، وهم :عبد الله بن طارق البلوي، وخالد بن البكير الليثي، وعاصم بن ثابت بن أبي الأملح ،وزيد بن الدثنة وخبيب بن عدي (جميعاً). لقد كانت عضل القاره تبطلان من خلاال هذه السفاره الغدر والخيانة بصحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا مؤمنين حقاً ولا راغبين في الإسلام ،إذ انهم ما ان وصلوا إلى الرجيع ،وهو ما لهذيل بناحية الحجاز غدروا بهم فاستصرخوا عليهم هذيلاً، فأحاطوا بهم، فستعد الصحابه للقتال والدفاع عن انفسهم، فقالوا لهم : إنا والله ما نريد قتلكم ولكنا نريد ان نصيب بكم شيئاً من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه ان لا نقتلكم.
    فانقسم الصحابه في آرائهم إلى قسمين قسم يرى بأنه ليس لمشرك عهد ولا عقد ومثل هذا القسم مرثد، وخالد بن الكبير، وعاصم ابن ثابت، فقاتلوا حتى استشهدوا. وأما القسم الثاني فوثق بعهد المشركين فاستأسروا وهم : خبيب بن عدي، وزيد بن الدثنه، وعبدالله بن طارق البلوي، ولكن عبد الله بن طارق البلوي راجع نفسه خلال الطريق وانبه ضميره على قبوله للأسر ،فتسامت نفسه وتاقت روحه إلى الجنه، إلى الشهادة التي تسموا بصاحبها إلى الدرجات العلى، فعندما وصل ألى مر الظهران تمكن من فك قيده ثم أخذ سيفه وأستأخر عنه القوم فرموه بالحجاره حتى قتلوه فقبره بالظهران، واما خبيب وزيد بن الدثمه فقدموا بهما مكة فباعوهما من قريش باسيرين من هذيل كانا بمكة ،وقد قامت قريش بإعدام خبيب بالقصه المشهوره. وقد ذكر حسان شاعر المصطفى صلى الله عليه وسلم عبد الله بن طارق البلوي في شعره الذي يمدح فيه اصحاب الرجيع فقال :
    صلى الإله على الذين تتابعوا يوم الرجيع فأكرموا وأثيبوا رأس السرية مرثد وأميرهم وأبن البكير إمامهم وخبيب وابن لطارق وابن دثنة منهم وافاه ثم حمامه المكتوب والعاصم المقتول عند رجيعهم كسب المعالي إنه لكلمة مرفوظهوب منع المقادة أن ينالوا ظهره حتى يجالد إنه لنجيب
    وتذكر لنا المصادر التي تجعل أصحاب الرجيع عشرة أن بلوياً آخر قد سقط شهيداً في هذه الواقعة، وهو الصحابي معتب بن عبيد البلوي، الذي لم يثق بوعد المشركين وقاتل مع القسم الأول الذي مثله كما تقدم عاصم بن ثابت، ومرثد، وخالد، حتى رزق الشهاده مع صحبه. وقد ذكره أبن عبد البر باسم مغيث بن عبيد بن إياس البلوي، حليف الأنصار قتل يوم الرجيع شهيداً، وهو أخو الصحابي عبد الله بن طارق البلوي لأمه. وتتوالى قوافل الشهداء من قبيلة بلي من أجل إعلاء كلمة التوحيد لا بل أن المشاركة في الغزوات والحرص على طلب الشهادة لم تقتصر على الرجال بل شاركت فيها نساء من هذه القبيلة، ففي غزوة خيبر (محرم 7 هـ / 628م) آخر معقل من معاقل اليهود، ذلك الوكر الذي كانت تحاك فيه المؤامرات ضد دولة الإسلام في المدينة المنوره، خر الصحابي عدي بن مره بن سراقه بن خباب بن عدي بن الجد بن عجلان البلوي شهيداً فائزاً بمرضاة الله، إذ طعن بين ثدييه بحربة أودت بحياته ويذكر أبن حجر أن اسمه جدي وأنه أستشهد هو وأبوه. وشهد غزوة خيبر مجموعه من نساء قبيلة بلي خرجن ليساعدن الجيش الإسلامي من ضمن عشرين امرأة فقد شهدت هذه الغزوه أم منيع بنت عمرو بن عدي بن سنان أم الصحابي شباث، التي كانت قد شهدت بيعة الغقبة وولدت شباث في نفس الليله كما تقدم، وهي زوجة الصحابي خديج ابن سلامه البلوي، وشهدتها امرأة عاصم بن عدي البلوي، وولدت بخيبر سهله بنت عاصم وجاء في الاستيعاب سهله بنت عاصم بن عدي العجلاني البلوي، زوجة عبد الرحمن بن عوف تروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه أسهم لها يوم خيبر، ويبدو أنه تزوجها فيما بعد.
    [عدل] الحديبية وبيعة الرضوان
    وفي الحديبية نجد أبناء قبيلة بلي يتسابقون لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان تحت الشجرة, يبايعونه على الموت عندما تسربت بعض الأخبار بأن المشركين قتلوا عثمان بن عفان(رضي الله عنه), فمن بين المبايعين الصحابي الجليل كعب بن عجرة البلوي الذي نزلت فيه آية الفدية كما جاء في الصحيحين عندما أصابه في رأسه أذى وهو محرم, فأمره الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحلق رأسه, وأن يذبح شاة, أو يصوم ثلاثة أيام, أو يطعم ستة مساكين لكل مسكين مدين, فنزل قوله تعالى ((فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك)). فكان كعب يقول كانت لي خاصة وهي لكم عامة, ويقال أن كعب بن عجرة البلوي أهدى بقرة قلدها وأشعرها. لقد كان هذا الصحابي شديد الحب لرسول الله وكان كثير التأمل لوجهه الكريم, فإذا رأى بأنه بحاجة إلى طعام كان يبادر إلى جلبه إليه لأنه يعرف فاقة المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ كانت تمضي الأيام والأيام دون أن توقد في دار آل محمد نار, فقد أخرج الطبراني في الأوسط عن كعب بن عجرة: قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فرأيته متغيراً- أي من الجوع - فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلاً له فسقيت له على كل دلو بتمرة, فجمعت تمراً فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم الحديث. وقد أخرج ابن سعد بسند جيد عن ثابت بن عبيدان يد كعب بن عجرة البلوي قطعت في بعض المغازي, ثم سكن الكوفة وروى عنه ابن عمر, وجابر, وابن عباس, وروى عنه أيضاً أولاده, اسحق, ومحمد, وعبد الملك, والربيع. ومن أبناء قبيلة بلي الذين بايعوا تحت الشجرة الصحابي مسعود ابن الأسود البلوي, ويقال فيه مسعود بن المسور, وعلقمه بن رمثه (بكلمة مرفوظهر اوله وسكون الميم) البلوي وعنبس بن ثعلبه بن هلال البلوي وشبث بن سعد بن مالك البلوي
    وعبدالرحمن بن عايش البلوي وعلسه بن عدي البلوي وابو زمعه البلوي (جعفر أو عيد) الذي قال حين حضرته الوفاة وهو في افريقيه مجاهداً : إذا دفنتموني فسووا قبري وعبدالله بن اسلم بن زيد بن فحان البلوي عبد الرحمن بن عديس ابن عمرو البلوي، وهو فارس شاعر شجاع واسعد بن عطيه بن عبيد بن بجاله بن عوف بن ودم بن ذبيان البلوي.
    كتبه ونقله على الشبكة العنكبويتة / موسى بن ربيع البلوي
    [عدل] دور قبيلة بلي في غزوتي مؤتة وتبوك
    لقد كانت موقعة مؤتة(جمادي الأولى8هـ/آب 619م) أول صدام مسلح بين الدولة الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية وذلك بسبب مخالفة تلك الامبراطورية للأعراف الدبلوماسية عندما قتل صاحب بصرى شرحبيل بن عمرو الغساني. رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي في مؤتة. لهذا السبب المباشر بالإضافة إلى أسباب أخرى جهز المصطفى صلى الله عليه وسلم جيشاً تعداده ثلاثة آلاف مقاتل نصب عليهم ثلاثة قادة على التوالي: زيد بن حارثة, وجعفر بن ابي طالب, وعبدالله بن رواحة, فإذا استشهدوا جميعاً اصطلح الجيش على واحد منهم لتولي القيادة, وحدث ما توقع المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ فوجيء الجيش الإسلامي بجيش عرمرم ينوف على مائة الف, فكانت معركة في غاية الشراسة. وتساقط القادة الثلاثة شهداء الواحد تلو الآخر وكادت الراية الإسلامية أن تقع على الأرض عندها هب أحد أبناء قبيلة بلي وهو الصحابي ثابت بن أقرم فأخذ اللواء, وصاح: ياللأنصار, فأتاه الناس من كل وجه, وهم قليل, وهو يقول: إلى أيها الناس, فلما نظر إلى خالد بن الوليد قال: خذ اللواء يا أبا سليمان فقال: لا آخذه أنت أحق به, أنت رجل لك سن, وقد شهدت بدراً, قال ثابت: خذه أيها الرجل, فوالله ما أخذته إلا لك, فأخذه خالد وتمكن في نهاية المطاف من الانسحاب إلى المدينة بأقل عدد من الخسائر بخطة عسكرية عبقرية جعلته في مصاف أعظم قادة الفتح الإسلامي. وفي غزوة العسرة (تبوك) (رجب 9هـ/ تشرين الأول 630م) التي كانت ظروف غير مواتيه من الناحية المناخية والاقتصادية, حيث كانت في عام مجدب وصيف شديد الحرارة, فضلاً عن أن الهدف المنشود ليس سهلا مقابلة الامبراطورية أعظم قوة في العالم آنذاك، فكانت غزوة تبوك محكاً جيداً لاختبار معادن المؤمنين وتمييزها عن معادن
    المنافقين الذين رسبوا في الاختبار عندما ندبهم رب العزة، والرسول للالتحاق بهذه الغزوة وبذل المال والنفس من أجل الإسلام، قال تعالى : ((انفروا خفاقاً وثقالاً وجاهدوا بأمولكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)). لقد لبى أبناء قبيلة بلي نداء الواجب مثلهم مثل بقية الصحابة الكرام فتسابقوا إالى البذل والعطاء كل على قدر استطاعته ،، فتصدق الصحابي عاصم بن عدي البلوي بتسعين وسقاً تمراً. وجاء الصحابي سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم البلوي الأنصاري بصاع من تمر. وجاء أبو عقيل البلوي عبد الرحمن بن عبد الله بن ثعلبة بصاع من تمر، فقال مالي غير صاعين نقلت فيهما الماء على ظهري حبست احدهما لعيالي، وجئت بالآخر ،وهذا تصرف ليس غريباً على صحابي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن عدو الأوثان، بعد أن كان يسمى في الجاهلية عبد العزي ،وشهد المشاهد كلها مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولكن هذا التصرف من قبل عاصم بن عدي البلوي ،وسهل البلوي وأبو عقيل البلوي، أغاظ المنافقين، فأخذوا يلمزون المتصدقين بألسنة حداد فقالوا عن صدقة عاصم : ماجاء بما جاء به إلا رياء وقالوا عن الصحابه الذين تصدقوا بصاع :إن الله غني عن هذا الصاع وهذا ما اكده ابن عباس (رضي الله عنه) في تفسير قوله عز وجل Sad(الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لايجدون إلاجهدهم فيسخرمن منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم)). وعندما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعب على مسيرة شهر في تبوك ولم يلقى كيداً من الروم وقفل راجعاً، أخبره الوحي بأن المنافقين قد بنوا أثناء غيابه في المدينة مسجد الضرار وأمر أن يهدمه، فكان رسوله إلى هذه المهمه الصحابي عاصم بن عدي العجلاني البلوي، ومالك بن الدخشم السالمي فقال: انطلقا إلى هذا المسجد الظالم أهله فاهدماه ثم حرقاه، فخرجا سريعين _ على اقدامهما _حتى أتيا مسجد بني سالم بن عوف ،وهم رهط بن مالك بن الدخشم، فقال مالك لعاصم :انظرني حتى أخرج إليك بنار من أهلي، فدخل إالى أهله، فأخذ سعفاً من النخل وأشعل فيه ناراً، ثم خرج يعدوان حتى انتهيا إليهم بين المغرب والعشاء وهم فيه، وإمامهم مجمع بن جاريه فأحرقاه _ وثبت من بينهم زيد بن جاريه بن عامر حتى احترقت إليته – وهدماه حتى وضعاه بالأرض. فلما قدم صلى الله عليه وسلم عرض على عاصم بن عدي البلوي المسجد يتخذه داراً فقال : ما كنت لأتخذ مسجداً قد نزل فيه ما نزل داراً، فأعطاه ثابت بن أرقم البلوي ومن أبناء بلي الذين شهدوا غزوة تبوك الصحابي أبو الشموس البلوي الذي روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث تتعلق بهذه الغزوة وهكذا رأينا بأن أبناء قبيلة بلي لم يتخلفوا عن المشاركه بالنفس والمال في كل المعارك التي خاضتها دولة الإسلام في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وسنحاول في الصفحات التاليه أن نسلط الضوء على دور هذه القبيله في نصرة الإسلام بعد انتقال الرسولصلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، من خلال الحديث عن دورهم في حروب الرده، والفتوحات الإسلامية. الثالث عشر :دور قبيلة بلي في حروب الردة : لقد بدأت القبائل العربية تتململ من سلطة الدولة الإسلامية منذ أواخر حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فهي لم تتعود الخضوع لسلطة مركزية واحدة, فضلاً عن ان الدين الجديد كبح من جماح شهواتها, وألغى الكثير من أعرافها التي تتناقض مع تعاليم الإسلام, فوجدت هذه القبائل فرصتها عندما انتقل المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى, لتعلن تمردها على سلطان الدولة الإسلامية, لا بل إنها تمادت والتفت حول مدعين النبوة من شيوخها وزعمائها, وعادت الأمور جذعة وأمست الجزيرة العربية كافرة, إلا من رحم ربي من بعض القبائل هنا وهناك, ولنا أن نتصور حجم التحدي أن المسلمين في المدينة أخذوا ينظمون الحراسات على مداخلها خوفاً من هجوم المرتدين عليها. لقد كانت قبيلة بلي من القبائل القليلة جداً التي لم ترتد وبقيت متشبثة بإسلامها, مستعصمة بتعاليم قائدها المصطفى صلى الله عليه وسلم لذا ليس مستغرباً أن نرى العديد من البطولات والتضحيات لأبناء هذه القبيلة في تلك الحروب. ومن أبطال بلي الذين سجل لهم التاريخ بكل فخر واعتزاز بطولات في حروب الردة الصحابي الجليل عبد الرحمن (عدو الأوثان) أبو عقيل البلوي أحد السابقين للإسلام كما تقدم, الذي كان في مقدمة الصفوف يوم اليمامة(12هـ/ 633م) تلك الموقعة التي حصدت العشرات من الصحابة حفظة كتاب الله, فكان أول من جرح في هذه الموقعة أبو عقيل, رمي بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده, فأخرج السهم ووهن له شقه الأيسر, وجر إلى الرحل فلما حمي وطيس المعركة, وانهزم المسلمون, وجاوزوا رحالهم وأبو عقيل البلوي واهن من جرحه سمع الصحابي معن بن عدي البلوي يصيح بالأنصار الله الله والكرة على عدوكم, فصاحت الأنصار أخلصونا أخلصونا, فأخلصوا رجلاً رجلاً يميزون أي أنهم أخذوا يتبايعون على الموت رجلاً رجلاً أمام معن بن عدي, ويبدو أن معن بن عدي, افتقد أبو عقيل فنادى عليه وهو لا يعلم انه جريح.
    قال عبد الله بن عمر(رضي الله عنهما) فنهض أبو عقيل يريد قومه فقلت: ما تريد يا أبا عقيل ما فيك قتال. قال: قد نوه المنادي باسمي قال ابن عمر: فقلت: إنما يقول ياللأنصار لا يعني الجرحى، قال أبو عقيل: أنا رجل من الأنصار وأنا أجيبه ولو حبواً, قال ابن عمر: فتحزم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجرداً، ثم جعل ينادي ياللأنصار كرة كيوم حنين فاجتمعوا رحمهم الله جميعاً يتقدمون الصفوف حتى اقحموا عدوهم الحديقة, فاختلطوا واختلفت السيوف بيننا وبينهم, قال ابن عمر: فنظرت إلى أبي عقيل وقد قطعت يده المجروحة من المنكب فوقعت على الأرض وبه من الجراح أربعة عشر جرحاً كلها قد خلصت إلى مقتل, وقتل عدو الله مسيلمة الكذاب. قال ابن عمر: فوقعت على أبي العقيل وهو صريح بآخر رمق فقلت: أبا العقيل, فقال: لبيك بلسان ملتاث لمن الدبرة قال: قلت: أبشر ورفعت صوتي قد قتل عدو الله, فرفع أصبعه إلى السماء يحمد الله, وفاضت روحه إلى السماء. قال ابن عمر : فأخبرت عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بعد أن قدمت خبره كله، فقال : ما زال يسأل الشهادة ويطلبها، وإن كان ما علمت من خيار أصحابي نبينا صلى الله عليه وسلم وقديم إسلامه. إن ما قام به أبو عقيل البلوي صورة حية لسلوك المؤمن الصادق الذي اطمأن قلبه بالإيمان، والذي يرى بأن الشهادة أعظم فوز يحصل عليه الإنسان، فكان كما قال الفاروق (رضي الله عنه) دائم الدعاء إلى الله بأن يرزقه الشهاده، فلم تمنعه جراحاته وبتر يده من مواصلة القتال، فلفظ انفاسه الأخيره وبجسده أربعة عشر جرحاً تثغب بالدماء تشهد له امام الخلائق يوم القيامه. ومن شهداء قبيلة بلي في موقعة اليمامه، الصحابي معن بن عدي البلوي، الذي رأيناه يستنهض همم المسلمين والأنصار بشكل خاص لمواصلة القتال، فأتت دعوته ثمارها عندما انتظم المسلمون من جديد وقاتلوا عدو الله مسيلمة الكذاب فقتلوه، وبقتله كلمة مرفوظهرت شوكة المرتدين. لقد سقط معن بن عدي شهيداً مع صديقه الأثير الذي آخى المصطفى صلى الله عليه وسلم بينه وبين معن بن عدي ألا وهو زيد بن الخطاب أخو الفاروق (رضي الله عنهما). ومن المناسب أن أذكر بمقولة معن بن عدي مرة آخرى عندما بكى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفاه الله وقالوا : والله لوددنا أن متنا قبله، نخشى أن نفتتن بعده. فقال معن : "إني والله ما أحب أني مت قبله حتى اصدقه حياً وميتاً " لقد بر معن بعهده واخلص لإسلامه في حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وبعد مماته، وخر شهيداً في موقعة اليمامه وهو يقاتل من أرادو العودة بالجزيرة العربية إلى سابق عهدها من الظلام والجهل والكفر، فانطبق عليه قوله تعالى : ((من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)). ويتقاطر الشهداء من قبيلة بلي في حروب الردة، ضاربين أروع الأمثله في البطوله والفداء فها هو خالد بن الوليد (رضي الله عنه) يقع اختياره على الصحابي الجليل ثابت بن أقرم البلوي الذي شهد مع المصطفى كل مواقعه، والذي رأيناه ينقذ راية الإسلام من السقوط في مؤته ويدفعها إلى خالد بن الوليد، هاهو خالد يقدر كفاءة الرجل ويجعله طليعة له على المرتدين مع الصحابي الجليل عكاشه بن محصن، ليجمع له أكبر قدر من المعلومات على المرتد طليحة بن خويلد وذلك عندما دنا خالد من بزاخة. فانطلق ثابت بن أقرم البلوي على فرس له يقال له المحبر، وعكاشه على فرسه الذي يقال له الزرام، وفي أثناء جمعهم للمعلومات ويبدو أنهما اقتربا كثيراً من معسكر الأعداء، لقيهما طليحه وأخوه سلمة، فتمكنا من قتل عكاشه وثابت. وأقبل خالد بن الوليد فراعه منظر ثابت بن أقرم قتيلاً تطؤه المطي، فعظم ذلك على المسلمين، فحفر له ولصاحبه عكاشه ودفنا بدمائهما وثيابهما، وكان ذلك في سنة (12هـ /633م). لقد كان لثابت بن أقرم البلوي وعكاشه بن محصن مكانه عظيمه في نفوس المسلمين، وكان كبار الصحابه يتوجدون عليهم كلما ذكرت اسماؤهم، فهذا هو الخليفه الراشدي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقابل طليحه بعد أن تاب وأناب إلى الله، يقول له : كيف أحبك وقد قتلت الصالحين عكاشه بن محصن، وثابت بن أقرم. فيرد طليحه : أكرمها الله بيدي، ولم يهني بأيديهما. وكان طليحه قد قال عند قتله هذين الصحابيين :
    عشية غادرت ابن أقرم ثوياً وعكاشة الغنمي تحت المجال
    وسقط كذلك شهيداً في معركة اليمامة الصحابي النعمان بن عصر بن عبيد بن وائله البلوي، الذي شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر ابن حجر أن الذي قتله طليحه بن خويلد الأسدي. وكذلك سقط عبيد الله بن التيهان البلوي شهيداً في اليمام، وهو ابن الصحابي عبيد بن التيهان البلوي الذي استشهد يوم أحد وهو أيضاً أخي الصحابي مالك ابن التيهان أبو الهيثم البلوي وهو من أواءل من أسلم كما تقدم وأول من بايع يوم العقبه، فشهد المشاهد كلها من المصطفى صلى الله عليه وسلم لا بل أنه كان يقال لأبي الهيثم ذو السيفين، من أجل أنه كان يتقلد في الحرب بسيفين. واستشد كذلك الصحابي زيد بن أسلم بن ثعلبه بن عدي بن العجلان البلوي حليف بني عجلان، وهو ابن عم الصحابي ثابت بن أرقم، وكان ممن شهد بدراً، وذكر أن الذي قتله هو طليحه بن خويلد. هذا وكان رسول أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) إلى خالد وهو باليمامه الصحابي شريك بن سمحاء (وهي أمه) واسم أبيه عبده بن ابن معتب بن الجد بن العجلان البلوي حليف الأنصار، وهو أخو البراء بن مالك من الرضاعه شهد مع أبيه احداً، فقد بعثه الصديق (رضي الله عنه) إلى خالد بن الوليد (رضي الله عنه) يطلب منه أن يسير من اليمامه إلى العراق، وكان شريك أحد الأمراء بالشام في خلافة الصديق، وبعثه الفاروق كذلك رسولاً إلى عمرو بن العاص حين أذن له أن يتوجه إلى فتح مصر. ومن المتعارف عليه أنه لايختار إلى السفارة ونقل الأوامر المهمه إلا الثقاة، وتكليف شريك البلوي بتلك المهام دلاله على أنه كان من أهل الشورى في المدينة المنوره وإلا ما الذي يقعده في المدينة والجبهات ملتهبه ضد المرتدين، ويتكرر الموقف أيضاً في عهد الفاروق (رضي الله عنه) ليؤكد هذه الفرضية، فضلاً على أن الأعراف في ذلك الزمان كانت تقضي بأن يحمل أوامر الخلفاء والحكام، خيرة القوم، عقلاً وشجاعة ومكانه اجتماعيه، وكان ينظر لمن يكلف بذلك نظرة تقدير وأحترام. أجل لقد أثبتت الأحداث ولاء قبيلة بلي للدولة الإسلامية وثباتها على عقيدتها، وعدم بخلها بأبنائها من أجل رفع راية الإسلام، فأبناؤها دوماً في مقدمة الصفوف يحرصون على الشهادة مذكرين إخوانهم بأن الله معهم، وبأن الشهاده أسمى أمنية يتمناها الإنسان
    [عدل] دور قبيلة بلي في الفتوحات الإسلاميه
    إن المتأمل لحركة الفتح الإسلامي يلاحظ بأن مشاركة فبيلة بلي في الفتح اتجهت باتجاه مصر وشمالي إفريقيه والأندلس شأنها شأن القبائل التي أستوطنت بلاد الشام، ويلاحظ ذلك من خلال كثافة استيطان أبناء هذة القبيله منذ فترة مبكرة لمصر وشمالي أفريقية والأندلس، فضلاً عن بروز العديد من القاده الذين شاركوا في فتح تلك البلاد. ولعل نظرة سريعة على أسماء الصحابة الذين شاركوا في فتح مصر توضح لنا حجم مشاركة هذه القبيلة في تلك الفتوح، فمن هؤلا الصحابة أبو عمرو مبد الرحمن بن عديس البلوي الذي شارك في فتح مصر مع عمرو بن العاص (رضي الله عنه) واختط بها داراً ،. وكان أحد فرسان وشعراء بلي المعدودين بمصر. كما شارك في فتح مصر عبد الله بن عديس البلوي، أخو عبد الرحمن بن عديس، واختط له أيضاً منزلاً فيها وشهد فتحها كذلك الصحابي أبو درة البلوي، قال علي بن قديد : رأيت على باب داره هذه دار أبي دره البلوي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أبو رمثة (بكلمة مرفوظهر أوله وسكون الميم) البلوي، قال الترمذي له صحبه سكن مصر، ومات بإفريقيه مجاهداً، وقد كانت وصيته عند موته بأن يسووا قبره. كذلك شارك أبو مليكة البلوي في فتح مصر. أما مرثد بن عبعب بن عتيك البلوي، فقد شارك في موقعة القادسية الحاسمه مع الفرس، ثم شهد فتح مصر مع عمروا بن العاص (رضي الله عنه) وممن شارك في فتح مصر الصحابي أبو زمعه البلوي والذي أوصى أيضاً حين حضرته الوفاه بإفريقيه بأن لايشهروا قبره ويسووه بالأرض، وشارك كذلك في فتح مصر حيان بن كرز البلوي، وأبو الشموس البلوي، وأبو الزعراء البلوي (
    وقد ذكر تصحيفاً في بعض كتب التراجم أبو الزهراء) وعلسة بن عدي البلوي، وعلقمة بن رمثه البلوي، وعبس بن ثعلبة بن هلال بن عنبس البلوي، وياسر أبو الربداء البلوي، مولى الربداء بنت عمرو بن عماره بن عطيه البلوية، كان عبداً للربداء فزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو يرعى غنم مولاته، وله فيها شاتان فاستسقاه النبي صلى الله عليه وسلم فحلب له شاتيه ثم أراح وقد احفلتا فأخبر مولاته، فأعتقته فاكتنى بأبي الربداء. أماالصحابي مسعود بن الأسود البلوي فقد شهد فتح مصر واستأذن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في المسير إلى افريقيه لإعلاء كلمة لا إله إلا الله، فلم يأذن له الفاروق (رضي الله عنه) رأفة بالمسلمين وخوفاً عليهم فقال له : إفريقيه غادره ومغدور بها. وممن شهد فتح مصر الصحابي جبارة بن زرارة البلوي وكان الصحابي شريك بن عبدة بن مغيث البلوي (شريك بن السمحاء)والذي كان أحد الأمراء في الشام في خلافة الصديق (رضي الله عنه) وهو رسول الفاروق (رضي الله عنه) إلى عمرو بن العاص (رضي الله عنه) حين أذن له أن يتوجه إلى فتح مصر. ويعتبر الصحابي رويفع بن ثابت البلوي الأنصاري من الصحابة الذين أسندت إليهم قيادة الفتح في إفريقيه في عهد معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه)، فكان ممن شارك في فتح مصر، واختط بها داراً، فأمره معاويه على طرابلس سنة (47هـ/ 667م) فغزا منها إفريقية سنة 47هـ ودخلها وانصرف من عامه وذلك في المرحلة التي يطلق عليها المؤرخون مرحلة الغارات (21ـ49 هـ /641ـ م) إذ كانت الفتوحات تنطلق من مصر وبرقة وطرابس باتجاه إفريقيه ثم تعود إلى مقرها. وقد اختلف في مكان موت هذا الصحابي فبعضهم قال باشام والبعض الآخر قال مات ببرقة وقبره بها. ويعتبر الصحابي زهير بن قيس البلوي أشهر أبناء هذه القبيلة الذين شاركوا في فتح شمالي أفريقية فقد كان أبو شداد قد شارك في فتح مصر مع الصحابي عمرو بن العاص، وكان (رضي الله عنه) من كبار مستشاري قادة فتح المغرب قبل أن يتولى القيادة العامة في تلك المناطق، فقد كان خليفة لعقبة بن نافع على القيروان، عندما سار مسيرته المشهورة (62/63هـ/683ـ 684م) حتى وصل إلى بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) والذي أوصى خليفته على القيروان زهير بن قيس البلوي بوصية تتدفق إيماناً وحرصاً على المسلمين والتي جاء فيها: " إني قد بعت نفسي من الله عز وجل فلا أزال اجاهد من كفر بالله... يا بني أوصيكم بثلاث خصال فاحفظوها ولا تضيعوها, إياكم ان تملأوا صدوركم بالشعر وتتركوا القرآن, فإن القرآن دليل الله عز وجل, وخذوا من كلام العرب مايهتدي به اللبيب, ويدلكم على مكارم الأخلاق ثم انتهوا عما وراءه, وأوصيكم ألا تداينوا ولو لبستم العباء, فإن الدين ذل بالنهار وهم بالليل, فدعوه تسلم لكم اقداركم وأعراضكم وتبقى لكم الحرمة في الناس ما بقيتم, ولا تقبلوا العلم من المغرورين المرخصين فيجهلونكم دين الله, ويفرقوا بينكم وبين الله تعالى، ولا تأخذوا دينكم إلا من أهل الورع والاحتياط فهو أسلم لكم ومن احتاط سلم ونجا فيمن نجا" ثم قال: " عليكم سلام الله وأراكم الا ترونني بعد يومكم هذا... اللهم تقبل نفسي في رضاك واجعل الجهاد رحمتي ودار كرامتي عندك". ثم أوصى زهير بإتمام الإصلاح الذي شرع فيه في القيروان من تعبيد الطرق وتأمين السبل وإقامة المساجد وتفقيه الدهماء, وتقليد الأعمال لذوي البصائر والاستقامة والاستعانة بخبرة المجربين منهم. بهذه الوصية الضافية ودع عقبة بن نافع الصحابي زهير بن قيس البلوي, ليبدأ دور أبو شداد في إدارة بلاد المغرب, لقد سقط عقبة بن نافع شهيداًعلى يد البربر بزعامة كسيلة بن ملزم الأوروبي في أواخر 63هـ / 684م وتوجه كسيلة بن ملزم إلى مدينة القيروان لانتزاعها من المسلمين والتي كانت فيها حامية بقيادة زهير تقدر بستة الآف مقاتل, وهنا انقسمت آراء المسلمين: قسم تزعمه زهير ويقضي بالمقاومة حتى آخر رجل لأن الشهادة مكسب وفوز للمؤمن ولهم في عقبة وصحبه اسوة حسنة فقد خطب زهير الناس فقال: يا معشر المسلمين إن اصحابكم قد دخلوا الجنة, وقد من الله عليهم بالشهادة فاسلكوا سبيلهم يفتح الله لكم دون ذلك. أما القسم الآخر والذي تزعمه التابعي حنش الصنعاني فكان يرى بأن العودة بهذه العصبة مكسباً فقال حنش الصنعاني: " لا والله, مانقبل قولك، ولا لك علينا ولاية, ولا عمل أفضل من النجاة بهذه العصابة من المسلمين إلى مشرقهم" ثم قال:" يا معشر المسلمين: من أراد منكم القفول إلى مشرفه فليتبعني" فاتبعه الناس. ولم يبق مع زهير إلا عدد قليل فاتجه إلى برقة وبقي فيها مرابطاً في سبيل الله حتى جاءه المدد من الدولة الأموية. وبعد انسحاب المسلمين من المغرب الأدنى وعاصمته مدينة القيروان دخل كسيلة بن ملزم مدينة القيروان لتبقى ترزح تحت الاحتلال حتى تمكن زهير بن قيس البلوي من تحريرها والثأر لعقبة بن نافع. لقد انشغلت الدولة الأموية في مشاكلها الداخلية التي حالت دون إرسال نجدة عاجلة لزهير لاستعادة القيروان وتأديب البربر والروم الذين قتلوا عقبة بن نافع, ولنا أن نتصور حجم المشاكل الداخلية في الدولة الأموية أنه في عام (68هـ/ 687م) حج أربعة ألوية، لواء مع الخوارج بزعامة نجدة الحروري، ولواء محمد بن الحنفية وداعيتة المختار ابن عبيد، ولواء لعبد الله بن الزبير، ولواء لعبد الملك بن مروان، فضلاً انه ثار في هذا الوقت عمرو بن سعيد المعروف بالأشدق، وثار الجراجمة في لبنان. وكان قبل هذه الحوادث أي في الوقت الذي سقطت فيه القيروان (64هـ /684م) قد مات يزيد بن معاوية، ثم جاء مروان بن الحكم، وتوفي بعد تسعة أشهر، فجاء بعده عبد الملك ليواجة الثورات العاتية السابقة. ورغم كل هذه التحديات نجد عبد الملك يعطي للمغرب أولية خاصة فاستشار وزراءه، فاجتمع رأيهم على تقديم زهير بن قيس البلوي، باعتبار صاحب عقبة، وأعلم الناس وأخبرهم بسيرته وتدبيره وأولاهم بطلب دمه، فأرسل في عام (69هـ /688م) رسولاً لزهير يخبره باختباره والياً على أفريقية، وان عليه استنفاذ القيروان وإعادة النظام للمغرب، فسر زهير بهذا النبأ لأنه سيتيح له فرصة الجهاد في سبيل الله، والثأر لقتلى المسلمين لإعادة الهيبة للمسلمين في تلك المنطقة. ولكن زهير القائد المجرب يعرف بأن المهمة صعبة، وأن العدو لا يستهان به، فأرسل للخليفة عبد الملك رسالة يوضح له كثرة الأعداء، فأرسل عبد الملك إلى أشراف العرب ليحشوا إليه الناس إلى الجهاد، واجتمع منهم خلق عظيم فأموهم أن يلحقوا بزهير. فبعد أن وصلت الإمدادات واستكملت الاستعدادات توجه جيش زهير على بركة الله في عام (69هـ/688م) إلى مدينة القيروان لاستنفاذها من الأعداء. وفور تلقي كسيلة بن ملزم زعيم قبيلة أوربه البرنسية أنباء تقدم الجيش الإسلامي بقيادة زهير نحو القيروان، اجتمع بأركان حربه ليعرض عليهم المضع علماً بأن الجيش البربر كان عظيماً فقال كسيلة لقادته " إني رأيت أن أرحل عن هذه المدينة، فإن بها قوماً من المسلمين لهم علينا عهود ونحن إن أخذنا القتال معهم أن يكونو علينا، ولكن ننزل على موضع ممش (جنوبي شرق جبال الأوراس في الجزائر الحالية) وهي على الماء، فإن عسكرنا خلق عظيم، فإن هزمناهم إلى طرابلس قطعنا آثارهم فيكون لنا الغرب إلى آخر الدهر، وإن هزمونا كان الجبل منا قريب فنتحصن به. ولما علم زهير بخطة كسيلة وأنه اختار موقعاً حصيناً وبه ماء كثير، لذا لم يدخل القيروان وعسكر في ظاهرها ثلاثة أيام حتى استراح هو ومن معه من أفراد جيشه وذلك استعداداً للمعركة الحاسمة والتي يتوقف عليها مستقبل الإسلام في المغرب. ودارت رحى معركة ممس أو ممش ما بين المسلمين بقيادة زهير بن قيس البلوي وبين البربر والروم بزعامة كسيلة بن ملزم، واستحر القتل بين الجانبين، ودارت الدائره في نهاية المطاف على البربر وحلفائهم الروم وسقط كسيلة قتيلاً في المعركة، وطارد المسلمون فلول المنهزمين لتعود للإسلام هيبته في المغرب، ويقضي على آمال الروم في العودة إلى المغرب تحت غطاء التحالف مع البربر، كما أن كسر شوكة البربر البرانس بقيادة كسيلة خاتمة لمقاومة هذه القبائل للجيوش الإسلامية الفاتحة. وقد علق السلاوي على موقعة ممس بقوله:" وفي هذه الواقعة ذل البربر وفنيت فرسانهم ورجالهم ،... واضمحل امر الفرنجة ،... وخاف لبربر من زهير والعرب خوفاً شديداً، فلجأوا إلى القلاع والحصون، وكسرت شوكة أوربة من بينهم، واستقر جمهورهم بديار المغرب الأقصى وملكو مدينة وليلى ". فكان لهذا النصر أثر كبير في حركة الفتح في الشمال الأفريقي، إذ بعد هذه الموقعة ال

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 09, 2024 7:24 am